هجوم مروع في نيو أورليانز: 15 قتيلاً وتطرف محلي مرتبط بتنظيم داعش

 




في الأيام الأخيرة من عام 2024، اهتزت مدينة نيو أورليانز الأمريكية على وقع هجوم إرهابي مروع أسفر عن مقتل 15 شخصًا على الأقل وإصابة العديد من الأشخاص الآخرين. الهجوم الذي وقع في شوارع المدينة المزدحمة خلال احتفالات رأس السنة الجديدة أثار حالة من الفزع والدهشة بين السكان والزوار على حد سواء. وقد أكد التحقيقات الأولية أن الهجوم تم باستخدام سيارة، حيث قام المهاجم بشن هجوم عشوائي على الحشود في وسط المدينة. التحقيقات أظهرت أن المهاجم هو شمس الدين جبار، مواطن أمريكي يبلغ من العمر 42 عامًا، وكان قد أعلن في مقطع فيديو نشره قبل الهجوم مبايعته لتنظيم الدولة الإسلامية داعش


تفاصيل الهجوم


تم تنفيذ الهجوم في وقت حساس، حيث كانت مدينة نيو أورليانز تحتفل برأس السنة الجديدة، مما جعل الشوارع مليئة بالمحتفلين من السكان المحليين والزوار. الحشود الكبيرة في تلك الفترة تجعلها هدفًا جذابًا للعديد من الأفعال الإجرامية، وكان الهجوم بسيارة واحدًا من أساليب الإرهاب العنيفة التي تهدف إلى خلق حالة من الذعر والفوضى.


المهاجم، الذي تم التعرف عليه لاحقًا على أنه شمس الدين جبار، استخدم سيارة رباعية الدفع لتدهس الحشود بشكل عشوائي، مما أسفر عن مقتل العديد من الأشخاص وإصابة آخرين بجروح متفاوتة. بينما لم يُعرف تمامًا كيف تم تخطيط وتنفيذ الهجوم بشكل دقيق، فإن الطريقة التي تم بها تنفيذ الهجوم تشير إلى أسلوب إرهابي جديد يعتمد على الأساليب البسيطة مثل السيارات كأدوات لتنفيذ العمليات الإرهابية.


الرابط بين الهجوم وتنظيم داعش


ما جعل هذا الهجوم مثيرًا للانتباه هو إعلان المهاجم عن مبايعته لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في مقطع فيديو نشره قبل تنفيذ الهجوم. في الفيديو، ظهر شمس الدين جبار وهو يعلن ولاءه لتنظيم داعش، وهو ما أثار قلقًا بالغًا بين المحققين الذين أبدوا اهتمامًا خاصًا في فهم دوافعه وكيفية تأثير التنظيم على قراره. في الفيديو، لم يكتفِ جبار بالمبايعة فقط، بل كان يروج للأيديولوجية المتطرفة للتنظيم، وهو ما يعكس تصاعد خطر التطرف المحلي في الولايات المتحدة.


داعش، الذي فقد الكثير من أراضيه في سوريا والعراق، لا يزال يشكل تهديدًا عالميًا عبر تفعيل الخلايا النائمة في مختلف أنحاء العالم، وخاصة في الغرب. وعلى الرغم من الهزائم العسكرية التي تكبدها التنظيم في السنوات الأخيرة، إلا أن تهديداته ما زالت قائمة عبر الاستفادة من الإنترنت والدعوات لتجنيد متطرفين محليين. شمس الدين جبار يبدو أنه كان أحد هؤلاء المتأثرين بأيديولوجية داعش، وهو ما يعكس طريقة تأثير التنظيم على الأفراد الضعفاء أو المحبطين في المجتمع.


المحققون والرد الحكومي


أدى الهجوم إلى استنفار كبير من جانب السلطات الأمريكية، حيث بدأ مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI في التحقيق بشكل مكثف في الحادث. في بيانه، أكد المكتب أن المهاجم قد أعلن مبايعته لداعش، ولكنهم لم يعتبروا أنه كان المسؤول الوحيد عن الهجوم، مما يفتح بابًا من التساؤلات حول وجود شبكة أو خلايا نائمة قد تكون قد ساعدت في تنفيذ الهجوم.


في تصريح صادر عن مكتب التحقيقات الفيدرالي، قال المسؤولون إن التحقيقات ما زالت جارية ولم يتم استبعاد أي فرضية بعد. ولكن، في الوقت نفسه، أكدت السلطات أن هذا الهجوم ليس الأول من نوعه في الولايات المتحدة، بل جاء ضمن سلسلة من الهجمات التي تتم بشكل متقطع على الأراضي الأمريكية والتي يُعتقد أن لها علاقة بالتطرف المحلي المرتبط بتنظيمات إرهابية مثل داعش.


الحكومة الأمريكية بدأت في اتخاذ تدابير أمنية مشددة في كافة المدن الكبرى تحسبًا لوقوع هجمات مماثلة، كما أضافت أجهزة الأمن الأمريكية في أوقات لاحقة أنها ستكثف حملاتها ضد الأنشطة المتطرفة على الإنترنت، حيث يمكن للأفراد المتأثرين بالأيديولوجيات المتطرفة أن يجدوا ملاذًا لإلهامهم وتحريضهم على تنفيذ عمليات إرهابية.


دوافع جبار والبحث عن التطرف المحلي


عند محاولة فهم دوافع شمس الدين جبار، من المهم النظر إلى بعض العوامل التي قد تكون قد لعبت دورًا في تطرفه. على الرغم من أن التحقيقات الأولية لم تكشف عن تفاصيل كثيرة حول ماضيه، إلا أن هناك عدة عوامل يمكن أن تساهم في تشكيل شخصية متطرفة مثل جبار.


العديد من الدراسات أشارت إلى أن الأشخاص الذين ينخرطون في التطرف، سواء كانوا في الغرب أو في أماكن أخرى، غالبًا ما يمرون بمراحل من العزلة الاجتماعية، والإحباط، والشعور بالظلم. قد تكون هذه العوامل قد جعلت جبار أكثر عرضة للانخراط في الأنشطة المتطرفة. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون لديه إلمام بشبكات الإنترنت المتطرفة التي تستخدم لدعوة الأفراد إلى الانضمام إلى الجماعات الإرهابية.


الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام الاجتماعي في نشر الأيديولوجيات المتطرفة لا يمكن تجاهله. شبكات مثل الإنترنت يمكن أن تكون أرضًا خصبة لاستقطاب الأفراد الضعفاء نفسيًا واجتماعيًا، ومن ثم توجيههم نحو العنف من خلال التأثيرات الفكرية. ومن هنا، يمكننا أن نرى كيف أن فكرة تطرف جبار قد تكون قد تكونت عبر تفاعله مع مثل هذه الأيديولوجيات، وهو ما يطرح تساؤلات حول دور التكنولوجيا في تعزيز التهديدات الإرهابية.


التحديات المستقبلية في مكافحة الإرهاب المحلي


هذا الهجوم يعكس تحديات كبيرة تواجهها الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب المحلي. على الرغم من الجهود المبذولة للحد من تأثيرات الجماعات المتطرفة، إلا أن الهجمات مثل هجوم نيو أورليانز تكشف عن ثغرات أمنية قد تكون موجودة في آليات التصدي للجماعات المتطرفة، خاصة تلك التي تتحرك ضمن المجتمع المحلي.


من الضروري أن تتعاون الأجهزة الأمنية مع المجتمع المحلي لتحديد الحالات المشبوهة قبل أن تتحول إلى تهديدات فعلية. كما يتطلب الأمر تحسين الجهود التعاونية بين الولايات المتحدة وحلفائها لمكافحة التطرف على المستوى الدولي، مع التركيز على منع تجنيد الأفراد عبر الإنترنت.


المحتوى دو صلة إضغط هنا 

Driss
By : Driss
Hello, I am Idris, a practical person who focuses on achieving results and implementing practical solutions in every situation. I rely on logic and realism when making decisions, and I use my experience and skills to achieve goals effectively. I always strive for organization and efficiency in my work, and I possess the ability to adapt to challenges and pressures in a practical and efficient manner.
Comments