جبار من بطل أميركي في الحرب ضد الإرهاب إلى مهاجم متهم بالتطرف

 


جبار من بطل أميركي إلى متهم بالإرهاب

ولد جبار في عام 1982 في مدينة بومونت بولاية تكساس الأميركية لعائلة مسيحية. المدينة التي نشأ فيها تعدّ موطناً لعدد كبير من الأميركيين الأفارقة، وهي تقع على بُعد ساعة شرق هيوستن. عائلته لها تاريخ طويل في المنطقة، وترتبط بجذور عميقة في تكساس والجنوب الأميركي بشكل عام. عاش جبار في هذه المدينة وتربى في شوارعها ومدارسها، وكان يبدو أن حياته تسير في مسار طبيعي حتى وصوله إلى مرحلة شبابه.

تشير التقارير إلى أن جبار اعتنق الإسلام في سن مبكرة، ليبدأ في بناء مسيرته الحياتية التي تنوعت بين التعليم والعمل العسكري والمجالات المهنية. فقد التحق بالجيش الأميركي عام 2007، وواصل خدمته العسكرية حتى عام 2015، ليترك الخدمة برتبة رقيب بعد أن خدم في أفغانستان بين عامي 2009 و2010 حيث تخصص في تكنولوجيا المعلومات. حصل خلال خدمته على "ميدالية الحرب العالمية على الإرهاب" تقديراً لإسهاماته في الحروب التي شنتها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

بعد خروجه من الجيش، اتجه جبار إلى المجال المدني، حيث عمل في بعض من أكبر شركات الاستشارات العالمية مثل "أكسنشر" و"آرنست آند يونغ" و"ديلويت"، كما حصل على عدة شهادات في تكنولوجيا المعلومات. كما كان يمتلك رخصة خبير في العقارات التجارية، وبدت حياته المهنية مليئة بالفرص والإنجازات.

لكن خلال السنوات الأخيرة من حياته، حدث تحول كبير. ففي فترة قصيرة، شهدت حياته تدهوراً كبيراً شمل انفصالين عن زوجتين واضطراباً مالياً شديداً. وبالرغم من هذه التحديات، لم يكن يعرف أحد السبب الذي دفعه للانحدار بهذا الشكل. في عام 2020، نشر جبار مقطع فيديو عبر يوتيوب تحدث فيه عن تجربته في الجيش، حيث أشار إلى أنه تعلم "معنى الخدمة العظيمة" وأهمية الانضباط والقيادة.

غير أن هذا التدهور في حياته الشخصية كان يشير إلى بداية مسار جديد أخذ فيه جبار خطوة خطيرة نحو التطرف. في يناير 2025، تعرضت مدينة نيو أورليانز لهجوم مفاجئ قام به جبار، وهو الهجوم الذي أثار تساؤلات كثيرة حول دوافعه الحقيقية. الهجوم كان بسيطاً نسبياً، ولا يتطلب مهارات أو تجهيزات متقدمة، مما يزيد من خطورته باعتباره مثالاً على هجمات "الذئاب المنفردة"، وهو مصطلح يشير إلى الأفراد الذين يقومون بهجمات إرهابية من دون الانتماء إلى تنظيمات كبيرة أو خلايا إرهابية.

تقول المحللة الأمنية مورغان تاديتش إن الهجوم يشارك العديد من الخصائص مع الهجمات الإرهابية الأخرى التي نفذها أفراد متطرفون، والذين بدؤوا في تفاعلهم مع مواقع متشددة على الإنترنت. رغم أن تفاعلات جبار عبر الإنترنت لم تتضح بالكامل بعد، إلا أن اكتشاف علم داعش في شاحنته المستأجرة ومقاطع الفيديو التي نشرها تشير إلى تزايد تطرفه على منصات التواصل الاجتماعي.

في اليوم الذي نفذ فيه هجومه، بث جبار فيديوهات على حسابه في فيسبوك تحدث فيها عن خطط لقتل عائلته، كاشفاً عن إحساسه بالخيبة التي دفعته نحو التطرف والانضمام إلى أفكار داعش. هذا التصرف يضع جبار في فئة "الذئاب المنفردة"، وهي فئة يصعب جداً التنبؤ بتصرفاتها، ما يجعلها أكثر خطورة على الأمن العام.

الخبراء، مثل مارك بوليميروبولوس، يحذرون من هذه النوعية من الهجمات. فهم يرون أن "الذئاب المنفردة" تمثل تهديداً أكبر من الهجمات التي تنظمها خلايا إرهابية، نظراً لصعوبة رصد تحركات هؤلاء الأفراد، خاصة عندما يتلقون إلهامهم من دعاية متطرفة عبر الإنترنت مثل تلك التي يروج لها تنظيم داعش.

وبالرغم من أن الرئيس الأميركي جو بايدن أكد أن جبار عمل بمفرده ولم يكن جزءاً من تنظيم إرهابي، فإن الهجوم يظل لغزاً محيراً. الدافع وراءه قد يظل غامضاً، لكن من الواضح أن التغيرات الكبيرة في حياة جبار، بما في ذلك انهيار حياته الشخصية، كانت عاملاً مهماً دفعه نحو الانحراف والتطرف.

إن قصة جبار تبرز التحديات التي تواجه السلطات الأميركية في مواجهة التطرف الفردي، حيث يصعب التنبؤ بهجوم قد يأتي من شخص بدا سابقاً مدمجاً في المجتمع، ولكن حياته الشخصية والفكرية شهدت تحولات غامضة جعلته يسلك هذا الطريق الخطير.

المحتوى دو صلة إضغط هنا 


Driss
By : Driss
Hello, I am Idris, a practical person who focuses on achieving results and implementing practical solutions in every situation. I rely on logic and realism when making decisions, and I use my experience and skills to achieve goals effectively. I always strive for organization and efficiency in my work, and I possess the ability to adapt to challenges and pressures in a practical and efficient manner.
Comments